السنـة الأمازيغيـة
يعتبر التقويم الأمازيغي من بين أقدم التقويمات التي استعملها البشر على مر العصور، إذ استعمله الأمازيغ منذ 2956 سنة، أي قبل 950 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام. وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري، فإن التقويم الأمازيغي ليس مرتبطا بأي حادث ديني أو تعبدي… بل مرتبط بحدث تاريخي، وعندما يحتفل الأمازيغ برأس كل سنة أمازيغية فلاعتبارهم هذا اليوم عيدا طبيعيا يرسخ ارتباطهم بالأرض التي عشقوها دوما ويكرس فهمهم الخاص للحياة، ذلكم الفهم الذي يتأسس على العقل بالدرجة الأولى.
yanuyur هو الشهر الأول في السنة الأمازيغية، وكلمة yanuyur مركبة من yan (أي واحد) و ayur (أي الشهر)، ويطلق عيله أيضا id usggas أي ليلة السنة، وهو يوم يفصل
بين فترتين، فترة البرد القارس وفترة الاعتدال، كما يعتبر البداية السنوية في الإنجاز الحقيقي للأشغال الفلاحية.
هناك الكثير من الروايات التي تفسر أسباب لجوء الأمازيغ إلى اعتماد هذا التقويم، غير أن الرواية الأكثر تداولا- خاصة عند بعض المنتسبين للحركة الأمازيغية – تعتبر أن اليوم الأول من هذا التقويم(قبل 950 ميلادية) يؤرخ لانتصار الأمازيغ بقيادة ملكهم شيشونغ (ciccung) على الفراعنة في فترة حكم رمسيس الثاني. وبعد ذلك بدأ الأمازيغ يخلدون كل سنة ذكرى هذا الانتصار التاريخي. ومنذ تلك المعركة أصبح ذلك اليوم رأس كل سنة جديدة حسب تقويم خاص. ولا زالت الأبحاث والقراءات التي أنجزت حول هذا الموضوع قليلة وغير كافية ولا تجيب على كل التساؤلات، وسيبقى المجال مفتوحا لمزيد من البحث التاريخي والتنقيب الأنتروبولوجي والأثري لتفسير هذه الظاهرة المرتبطة بسكان شمال إفريقيا.
تقاليد
إن رمزية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في الشمال الإفريقي عامة والمغرب على وجه الخصوص، تكمن في إحضار وجبة عشاء مميزة عن باقي وجبات الأيام الأخرى وذلك تيمنا بسنة فلاحية جيدة. وهي مناسبة للقيام بطقوس محلية عديدة تختلف باختلاف المناطق.
وبما أن مجموعة من الكتابات عن هذا العيد لم تتطرق إلى طريقة الاحتفال بمنطقة الريف، سنحاول من خلال هذه الورقة المتواضعة تقديم طريقة الاحتفال بالعام الجديد لدى سكان قرية الرواضي بقبيلة إبقوين، إقليم الحسيمة.
ففي اليوم الأول:
الذي يصطلحون عليه بالريفية: بثشاريت إينوذا tcarit inuda / (إينوذا جمع أندو أو ثندوت). حيث تملأ هذه الأخيرة بجميع أنواع الفواكه الجافة التي يملكونها أو التي يعمدون إلى شرائها قبل يوم الاحتفال( اللوز– ثيموياز– التين اليابس – الزبيب- الحمص…) وتقوم النساء بصنع كميات كبيرة من الفطائر ( المسمن و البغرير). ويتوزع صبيان القرية إلى مجموعات، ويقومون بترديد عبارة: يانوب– يانوب… فتعطي كل مجموعة نصيبها من الفواكه الجافة والفطائر، وقد يقفون أمام منزل يأوي عروسين جديدين، فيرددون العبارات التالية:
يانوب، يانوب… yanub, yanub
أتسريث أ نجذيذ، atasrit anejdid
أوشانا شواي نتريذ uwcanar cway ntrid
نيغ أم نعرض ذ كوبريذ. Nit aman ared du gaberid
وفي المساء يقوم الصبية بتوزيع ما جمعوه فيما بينهم.
وفي اليوم الثاني:
تقوم النساء بإعداد وجبة عشاء مميزة، غالبا ما تكون عبارة عن دجاج "مسلم" (بلدي)…
السنة الأمازيغية 2956