إيموزار كندر
بين مطرقة الفقر والتهميش وسندان الإكراهات يعيش سكان إيموزار
بين مطرقة الفقر والتهميش وسندان الإكراهات يعيش سكان إيموزار
تعد منطقة إيموزار كندر من أهم المناطق السياحية في المغرب بفضل موقعها الإستراتيجي الهام ومناظرها الخلابة ومناخها الجميل وتعتبر أيضا نقطة مركزية تربط بين مجموعة مناطق سياحية أخرى محيطة بها كافران وضاية عوا وعين الشفاء وشلالات أزود الخ.. ولهذا فهي تعد بامتياز بوابة الأطلس المتوسط وذلك ما جعلها تستقطب عددا كبيرا لا يستهان به من السياح سنويا…إلا أن سكانها في نفس الوقت يعيشون تحت وطأة الفقر والتهميش..
فهذه المنطقة بإمكاناتها الطبيعية الهائلة وجمالها النادر كانت هي محطتنا الرئيسية حيث قمنا بجولة في معظم أحيائها تخللتها مجموعة من الاستطلاعات مع شبابها وشيوخها الذين كانت أقوالهم مناقضة تماما لما يقال ويحكى عن منطقتهم، إذ كانت تنم عن قائمة عريضة تضم مجموعة من المشاكل الاجتماعية والتي يتصدرها مشكل البطالة والفقر اللذان يعاني منها شباب هذه الناحية وأولهم حاملي الشهادات الذين أغلقت في وجوههم كل أبواب الأمل دون أن تتوفر لهم فرص العمل الشريف ناهيك عن مجموعة من المشاكل والعوائق المتعددة التي يخلقها تيار التجاهل والتخاذل والعدو وراء المصالح الخاصة.. والتي يمكن تلخيصها في ما يلي:
مشكل الصحة
يتواجد مستوصف واحد يتيم بالمنطقة ويا ليته كان يفي بالغرض المنشــأ من أجله فهو الآخر يفتقــر تماما إلى الأدوية الضرورية و بالمقابل يفده العشرات من المرضى يوميا إلى درجة تجبر المريض للنهوض باكرا ليتسنى له بذلك أن يدرك الصف فيأخذ مكانه في الطوابير العريضة هذا إن هو وجد مكانا له.. وبالأخص يوم الاثنين الذي يشهد سوق المنطقة حيث تتوفر يومه وسائل النقل فينكب كل مرضى المناطق المجاورة التي لا تتوفر هي الأخرى على مراكز صحية فترى طوابير عريضة مصطفة أمام البوابة تنتظر أيادي الرحمة لتنقدهم ، بالإضافة إلى التباطؤ في تقديم الخدمات؛ وبعد كل هذا يفاجأ المرضى القادمون من أعلى الجبال النائية ومن جملتهم النساء المرضعات حاملات أطفالهن المرضى، بانعدام الأدوية في مستوصفهم..ويبقى السؤال الوحيد المتردد على ألسنة سكان هذه الناحية هو: أين يذهب نصيب الأدوية التي تخصصها وزارة الصحة لمركزهم الصحي الذي لم يبق في دولابـه ســـوى مطبوعـات الكشوف الطبية؛ و بذلك ترى البعض من المرضى الذين جلبوا معهم في جيوبهم بعض الدريهمات لشراء بعض الحاجيات لأولادهم كالملابس والأحذية يضطرون إلى الاستغناء عنها فيتوجهون إلى الصيدلية حاملين معهم الوصفة الطبية التي منحت لهم ثم يصدمون بأثمنة الأدوية الباهظة التي لم تكن في حسبانهم، ما يضطرهم إلى الاكتفاء بشراء الجزء الرخيص من الأدوية وصرف النظر عن الجزء الباقي..أما من لم يسعفه الحظ من ذوي الدخل الزهيد فيلجئون إلى تطبيب الدجالين وبائعي الأعشاب بدافع الاحتياج والفقر فيزيد ذلك من حدة حالتهم الصحية…
إن تحقيق مبدأ الصحة للجميع لا يتأتى بتشييد بضعة غرف ثم وضع ممرضتين داخلها واستعارة طبيب مؤقت يحضر يوما ويغيب عشرا وحتى إن حضر فبماذا يغنيك وهو بدون وسائل التطبيب الضرورية فتحقيق هذا المبدأ لا يتأتى إلا بتوفير الإمكانيات المادية والبشرية لتجهيز المصحة بالوسائل الضرورية وتزويدها بأطباء اختصاصيين في مختلف الأمراض وعلى إثر التطبيب فإن الإحصائيات تشير إلى أن المغرب لا يتجاوز %3.7 مما ينفقه على مواطنيه فيما يخص التغطية الصحية وهذا يدل على أن الحكومة مقصرة للغاية بشأن العناية بصحة مواطنيها بالمقارنة مع بعض الدول حيث نجد دولة إسرائيل تنفق على مواطنيها %9 والولايات المتحدة %15..
مشكل الإنارة
عدم توفر تجهيزات الإنارة بمعظم الشوارع والأزقة وكذا الحدائق العمومية كحديقة البساتين المتواجدة بالمركز Centre والتي إن أردت المرور منها ليلا فإنك لن تنجوا من السقوط في ساقيتها العكرة بالقاذورات والقنينات الفارغة والأكياس البلاستيكية نتيجة الظلام المعتم الذي يسود أحشائها.. والأسوأ من هذا أن جل الحدائق التي يفترض الاعتناء بها لتكون نموذجا جميلا في أعين الزوار تتحول صيفا إلى معارض تجارية فتفقدها جماليتها ما دفع السكان لتوجيه شكاية إلى عامل الجهة حول الحالة المزرية التي تعيشها المنطقة إلا أنه للأسف لم يتم أي تدخل يذكر للحد من هذه الفوضى التي أقامها المجلس البلدي.
مشكل الدعارة
أصبحت ظاهرة الدعارة تتفاقم بشكل واسع داخل محلات الكراء المجهزة لهذا الغرض بسبب عدم إخضاعها للمراقبة إلى جانب تواطؤ بعض العناصر من السلطات المحلية مع الشريحة القائمة على تدبير وتهيئ هذه المنازل لهذا الغرض مما يشجع على تزايد وانتشار الفساد بالمنطقة. وبالرغم من أن ثمن كراء مثل هذه المنازل لا يقل سعرا عن الفنادق الفخمة إلا أنها تشهد إقبالا متزايدا لكونها محمية من طرف بعض النفوذ ولا تخضع للمراقبة.
أما من حيث الطريقة التي يتم بها كراء هذه البيوت فيكون غالبا عن طريق الأطفال المتدربين لهذه المهمة إذ تجدهم يتربصون بالأغراب أقصد الزوار ويستهدفون الذين يتجولون في الحدائق والمنتزهات مع الجنس اللطيف فيقصدونهم بجرأة لعرض ما لديهم من محلات وشقق مع إشعارهم بالحرية والأمان، وعندما يتم التوافق يقودون الزبون إلى هذه الأوكار. وللإشارة فإن هذه المحلات يتراوح ثمن كرائها ما بين 80 إلى 150 درهما للغرفة الواحدة كل ليلة.. و 250 إلى 600 درهم للشقة كل ليلة كذلك حسب الجودة والتجهيزات المتوفرة. أما من حيث الأماكن التي تحتل الرتبة الأولى في هذه الظاهرة هما القلعة الصغيرة والقلعة الكبيرة..
مشكل النظافة
عدم توفر العناية الكافية بنظافة المنطقة مما أدى إلى ظهور وتنامي عدة مزابل طغت على المساحات الخضراء والحدائق العمومية التي تحولت إلى مستودعات للنفايات وبعضها تحولت إلى فضاءات للمعارض والأكشاك والمقاهي حيث يتم كراء مساحاتها من طرف الجماعة ولم يبق منها سوى الاسم إذ أن المار بقلب حديقة الحسن الثاني التي لا تبعد عن الباشوية، والفندق الملكي، و مصلحة البريد إلا ببضعة أمتار، يجد مساحة منها لا يستهان بها مكدسة بأكوام القمامات والأزبال، ما جعلها تتحول إلى مرعى للدواب، ومن رداءة وقذارة المكان أصبح الوضع يشجع البعض لربط دوابهم داخل الحديقة.. هذا بصرف النظر عن عشرات الكلاب الضالة تتجول ليلا ونهارا وسط الشوارع والحدائق وتتسبب في إزعاج الزوار إضافة إلى مزبلة أخرى ضخمة وسط القلعة الصغيرة التي يقوم سكان المنطقة بإحراق محتوياتها بشكل دوري قصد التخفيف من حدة الروائح الكريهة التي تتسرب إلى عقر منازلهم..
أما عن الساقية المنسابة من عين السلطان التي يقطع الزائر مئات الكيلومترات من أجل التنزه بمنظرها هربا من تلوث وأزبال المدن فيجدها هي الأخرى مليئة بالقاذورات والقنينات الفارغة والأكياس البلاستيكية.. بل والأسوأ من هذا هو أنه تم مؤخرا هدم المرحاض العمومي الوحيد المتواجد بقلب حديقة البساتين لتحل محله مقهى للشيشة التي أصبحت مؤخرا ضمن تقاليد المنطقة تحت صمت السلطات المحلية مما يجعل الزوار يفقدون راحتهم وخصوصا الذين يرافقهم الأطفال عندما لا يجدون مكانا لهم لقضاء الحاجة ،، مع العلم أن المرحاض الذي تم هدمه كان يؤدى عنه درهما لكل فرد يدخله وليس بالمجان..
وللإشارة فإن تدهور حالة المنطقة كما قيل لنا بدأ منذ تسلط الرئيس الحالي على جماعتهم حيث لم يفلح في تسيير شؤون البلدية بالشكل المطلوب ومن أسوأ ما فعله في حق سكان المنطقة ككل هو تفويت مياه عين السلطان لإحدى الشركات قصد تعليبه وتسويقه مما ساهم في تقليص منسوب المياه التي هي من أهم المصادر الاقتصادية للمنطقة لكونها فلاحة هذا دون اعتبار الفلاحين أو حتى التشاور معهم في هذا القرار الارتجالي الذي فوجئوا به والذي يشكل ضررا على اقتصاد المنطقة على العموم والفلاحين على الخصوص. ومن ثمة أصبحت البلدية تعرف عدة مشاكل على مستوى التسيير مما ساهم في عرقلة التنمية المحلية،، وذلك ما يوضح لنا جليا في كون البلدية المذكورة أنها قد أصيبت بالشلل الكلي ولم تعد تقوى على التحرك نهائيا للقيام بالواجب الموكول إليها لتنظيف على الأقل القمامات التي أصبحت تغزو المساحات الخضراء حتى تظهر ولو بصورة أقل رذالة مما هي عليها الآن وخصوصا خلال فصل الصيف حيث تكتظ المنطقة بالمصطافين قصد الراحة والاستجمام ثم يفاجئون بكثبان من القمامات ترافقهم في المنتزهات وتقلق من راحتهم وهذا بالطبع لا يشرف المنطقة، علما أن شبابها الغيور على مدينته كان مجندا بهدف التطوع والتعاون مع الجماعة لتنظيف الأماكن القذرة وخصوصا الحدائق والمنتزهات للتحسين من صورة المنطقة أمام الزوار فتم الاتصال بالسيد رئيس الجماعة قصد تزويدهم بالمعدات إلا أنه للأسف لم يهتم بالأمر حيث كان منهمكا في سلسلة من السهرات الغنائية التي كان يشرف على تنظيمها ضاربا بمصالح المنطقة عرض الحائط.
مشكل السكن
لا تزال معظم الأسر والعائلات تسكن الكهوف المظلمة وسط المدينة وتعيش في حالة يرثى لها وخصوصا أثناء فصل الشتاء الذي تهطل فيه الأمطار وتتساقط الثلوج حيث لا تتوفر حينها وسائل التدفئة عند هذه الأسر المعوزة، إلى جانب عدم توفرهم بالطبع على الكهرباء، والماء، والنوافذ، والمراحيض... وهذا بالطبع يحدث بسبب الفقر المدقع الناتج بالأساس عن التهميش الذي تعانيه ساكنة إيموزار ما جعل معظم الأسر تتخذ الكهوف المظلمة كمساكن رسمية تؤويها وأبنائها الشيء الذي يشكل خطرا صحيا على هذه الأسر وخصوصا الأطفال الصغار. والأغرب في الأمر هو أنه يقع هذا تحت أنظار المسؤولين عن شؤون المنطقة الذين يتنقلون بين الشوارع بالنظارات السوداء وغير آبهين بمصير هؤلاء المغلوبين على أمرهم ولا بالحالة نفسها التي قد تسيء للبلد عموما والمنطقة خصوصا لكونها منطقة سياحية وتستقطب السياح الأجانب، هذا بغض النظر عما يسمى بحقوق الإنسان الذي نتشدق به ليلا ونهارا أثناء الخطب المزيفة التي تلقى فوق منابر النفاق،، ثم كرامة حقوق وأي حقوق لهذا الإنسان الذي مازال يعيش في الجحور المظلمة وبين أحضان وطنه دون أن يتوفر على مسكن محترم كباقي البشر، يحمل العنوان الذي سيمكنه من استخراج البطاقة التي تثبت هويته عند الحاجة.!!
ترى هل المسؤولون عن مصير هذا الوطن أقصد كبار المناصب العليا أنهم على غير علم بالأمر، مع أنهم ولا شك يقضون عطلهم الصيفية بالجهة ولهم مغان فخمة بالمنطقة يقصدونها في عز الحرارة للراحة والاستجمام، أم أن مأساة هؤلاء المواطنين أصبحت عندهم من ضمن الوسائل المبرمجة في مخطط استقطاب 10 ملايين سائح في أفق سنة 2010 التي يحلمون بها، بهدف عرض مآسينا على الأجانب بغرض تلقي منح الدعم من الصندوق الدولي على حساب أحزان وكرامة الشريحة المقهورة.؟ مع العلم أن هذه الكهوف تتواجد بين المباني و وسط أزقة إيموزار ويتفرج عليها الزوار الوافدون للمنطقة وليست بأعالي الجبال كما قد يظن البعض ثم أنهم ليسوا لاجئين ولا غرباء في أرض غير أرضهم بل هم مغاربة مهمشون ومجردون من أبسط حقوقهم المنزوعة وأولها السكن اللائق والعيش المحترم ..
مشكل الفضاءات الترفيهية
لا تتوفر المنطقة على مراكز إشعاعية ذات طابع فكري يليق بمؤهلات شبابها كمركب ثقافي و مكتبة للبلدية بالإضافة إلى مشكل الطلبة الحاصلين على شهادة البكالوريا الراغبين في متابعة دراستهم الجامعية فيضطرون للرحيل إلى مدينة فاس وكراء البيوت للسكن قرب الجامعة حتى يتسنى لهم استكمال دراستهم علما أن حالة أغلب الأسر غير ميسرة وتعوزها الوسائل المادية لتغطية تكلفة المصاريف الباهظة لتمكين أبنائها من تحقيق مبتغاهم فيعدل أغلبهم عن المتابعة في الجامعات بسبب المصاريف.. وهذا لا يتطابق و المخططات الحكومية التي تتوخى الإنعاش الفكري لشباب المغرب. أضف إلى ذلك غياب المرافق الثقافية والفضاءات الرياضية والترفيهية مما جعل شباب المنطقة يعيش حالة الإحباط والكبت نتيجة الشيخوخة والهرم الفكري والذهني الذي أصاب الجهاز الجماعاتي الحالي الذي غالبا ما تجده يلجأ إلى تنظيم الحفلات الغنائية (الشيخات) تتخللها كؤوس الشاي والحلويات وتبديد ميزانية الجماعة فيما لا يفيد... وينتهي الأمر عند هذا الحد ..ثم يطلق عليها مصطلح تنظيم ملتقى كذا.. حول كذا.. فحتى المسبح البلدي تم إهماله ولم يعد يرى الماء منذ ما يزيد عن 8 سنوات فتحول إلى مستنقع للضفادع والزواحف.
وفي الأخير تبقى هناك دوامة عنيفة من التساؤلات التي تتلاطم في فكر ساكنة المنطقة باحثة لها عن جواب مقنع وفعلــي يخرجها من الانطواء والعزلة التي تعيش فيها. ثم نتساءل نحن كذلك هلا تفكر الحكومة في خلق بعض الاستثمارات التي تتناسب و مميزات المنطقة لخلق فرص التشغيل و إنقاذ شباب هذه الناحية من الضياع بدلا من تخدير عقولهم بالنباح الفارغ والوعود المعسولة المليئة بالكلام الفضفاض الذي لا يقل حجمه عن حجم واقـــعهم المرير.؟!
انحلال أمني في غياب إدارة الأمن الوطني
رغم شساعة المنطقة وكثافة سكانها وتعد كذلك من أهم وأبرز الأماكن السياحة بالمملكة وتكتظ بالزوار والسياح إلا أنها ما زالت تخضع للنهج القروي تحت تسيير الدرك الملكي وتفتقر لإدارة الأمن الوطني التي لها دراية واسعة في معالجة عيوب المدن و مساوئها أكثر من غيرها الأمر الذي يتنافى مع مفهوم تقريب الإدارة من المواطن بحيث يلجأ السكان للمدن المجاورة عند الحاجة للقيام ببعض الإجراءات الإدارية التي تتعلق بإدارة الأمن كالبطاقة الوطنية وغيرها من الوثائق الإدارية إلى جانب مشاكل أخرى اجتماعية عديدة تتطلب المعالجة المباشرة لكون المنطقة سياحية ويتطلب الأمر التدخل الفوري عند الضرورة لحماية الزوار من تعرضهم لعدة مشاكل وفي خضم هذه المعوقات نتطرق لحالة أوفدتنا من طرف عائلة م.ح من الدار البيضاء التي كانت في زيارة منطقة إيموزار من أجل الراحة والاستجمام كجميع المواطنين وفي عشية يوم الثلاثاء عزمت هذه الأسرة على زيارة بعض المعارف لها وهم يقطنون بجهة تدعى ب "المشاشة" فقيل لهم أن الطاكسيات المتجهة نحو هذا المكان تتواجد أمام مخفر القوات المساعدة وثمن الركوب لا يتعدى 10 دراهم إلا أن الأسرة فوجئت بثمن مذهل عند الوصول إذ طلب منهم 35 درهما بدلا من 10 دراهم التي هي التعريفة القانونية لهذه النقطة المشار إليها آنفا وعندما رفضوا دفع المبلغ الغير المنطقي لم يتوان صاحب الطاكسي من انتزاعه منهم بقوة بعد إخراج "الزرواطة" التي جهزها لهذا الغرض بعد تهديدهم بالضرب وما كان من أسرة م.ح إلا أن أدت المبلغ تجنبا مكر هذا المجرم المحترف في ممارسة نهب الغرباء عن المنطقة بقوة، ثم احتفظوا برقم سيارته ومواصفاته وفي الغد بحثوا عنه فاتضح بأنه يمارس النقل السري والسيارة غير مرخصة لنقل الركاب وهي من نوع رونو 4 تحت رقم 81-7241 والغريب في الأمر هو أنه عندما تم الإبلاغ عن صاحب الطاكسي في مركز القوات المساعدة تم إرشادهم باللجوء لرجال الدرك، والأغرب من ذلك أن رجال الدرك هم الآخرون لم يهتموا بالأمر إذ اكتفوا بإرشاد الأسرة مرة أخرى برفع الشكاية إلى وكيل الملك، مع تجاهلهم بأن الضحايا هم زوار وليسوا أبناء المنطقة لمتابعة الإجراءات الروتينية المملة التي تتطلب سنوات إن لم نقل قرونا لينظر فيها.
ومن خلال هذا الاستهزاء والاستخفاف الواضح أدركت الأسرة أن هناك نوعا من التواطؤ العلني بين السلطات المحلية وهؤلاء اللصوص لنهب الزوار والدليل على ذلك أن أصحاب هذا النقل السري العلني يتمركزون بسياراتهم أمام مخفر القوات المساعدة بالقصبة ويستقلون ضحاياهم من أمام رجال الأمن وأمام الملأ "وعلى عينك أبن عدي" ولا من تشتكي إليه..
ويبقى السؤال المحير في الأذهان عما هو دور هذه المراكز الأمنية المتواجدة بهذه المنطقة.. هل أنشئت من أجل السهر على أمن وحماية المواطنين وردع المنحرفين والمخالفين للقانون أم هي عبارة عن ملحقات لحراسة رؤسائهم أثناء تنقلاتهم داخل المنطقة ليس إلا! ؟
ثم إذا كان الزائر المغربي يتعرض للنهب علانية أمام أنظار السلطة ولا تحرك ساكنا فكيف ياترى سيكون مصير الزائر الأجنبي الذي في هذه الحالة قد يصبح فريسة أمام هؤلاء اللصوص الذين يتمتعون بالحصانة الزبونية من طرف السلطات المحلية لأغراض في نفس يعقوب..
الحسين ساشا